الانترنت في حيــاتــنا .. نعمــة ونـقمــة

تساهم خدمة الانترنت في تسهيل العديد من المشروعات والمعاملات وتعطي نواحي إيجابية
عدة للمجتمعات النامية في تنمية خدماتها وتطوير خططها بتسخير التقنيات الالكترونية
والذي أود أن أطرحه في مقالة اليوم هو رصد تأثير الانترنت في حياتنا. فتأثيراته
تجمع النقيض دائما ما بين الإنجاز والسرعة وتذليل العقبات وبناء الأعمال وتسهيل
المعاملات والحياة وما بين تحديات الفضائح الأخلاقية وتفكك البنية الأسرية
وانهيارات نفسية واقتصادية لمن لا يحسن استخدام تقنية الانترنت.

الشبكة العنكبوتية .. تقنية ذات حدين

أروع ما في الشبكة
العنكبوتية هي كونها تقنية باهرة للمعلومات والاتصالات .. وتمكن الكثير من
المتصفحين لها من إتمام العديد من مشروعاتهم وأفكارهم من منطلق استقاء الأفكار
وتبادل المعلومات والمعارف والاستفادة والتثقيف في كل صغيرة وكبيرة من مجالات
الحياة. وهي تعتبر السلطة الخامسة بعد الصحافة في سلطتها المعرفية وسقفها المفتوح .
وهذه علامة من علامات تقارب الزمان والمكان وجعل العالم بحجمه واتساعه مجرد قرية
صغيرة جدا تخضع لعالم غريب قائم على الخدمات الالكترونية التي تجعل الألفية الثالثة
لها جيل متطور ومتسارع في التطور وبناء القدرات والمهارات والأفكار. ومن أبرز
النقاط التي تمثل سلبيات خدمة الانترت أذكر منها:


1- نشر معلومات خاطئة ذات أبعاد دينية وقيمية منحرفة ومغلوطة
وتساهم في نشر فكر منحرف .

2- إشاعة ثقافة الرذيلة والحياة الساقطة وسهولة
الحصول على المتعة الرخيصة بوسائل الكترونية شتى وأساليب عدة.

3- الأمراض
النفسية والجسدية المرافقة لجلوس مستخدمي النت لساعات طويلة امام شاشة
الكمبيوتر.

4- إضعاف الحس القيمي وتغييب المروءة نتيجة تصفح المواقع
الالكترونية الإباحية والتعود عليها.

5- هدم الكثير من البيوت الآمنة
المطمئنة والأسر المحافظة الشريفة ذات السمعة الطيبة بسبب العبث الالكتروني
والاستخدام الخاطئ للخدمة من قبل رموز القدوة في محيط الأسرة فكيف بالشباب
والمراهقين؟.

انعكاسات الحياة الالكترونية على الأسرة


من علامات التفكك الأسري هو جلوس أفراد الأسرة كل على حدة وفي غرفته
الخاصة بعيدا عن أسرته ومنفصلا عن عالمه الواقعي والادهى والامر هو انشغال الوالدين
بالانترنت وترك المسؤوليات للمربيات والخادمات وتسويف الامور وتأجيلها. ثم إذا حدثت
انعكاسات خطيرة على المنزل نبدأ في الانتباه والاستدراك ولكن بعد فوات الأوان. من
جانب آخر فإن العديد من الأسر اليوم أصيبت بالتفكك وعلى حد الانهيار بعد أن كانت
مضرب المثل في التماسك والحميمية بين أفراد الأسرة. وتبدأ انتكاسة الأسر السعيدة
ويدنو زوالها حين تكتشف الزوجة العلاقات الغرامية لزوجها عبر الانترنت وحين يكتشف
الزوج علامات الخيانة وتعلق الزوجة الشديد ببرامج الدردشة وغرف المحادثات. وكذلك
حين يكتشف الوالدان تورط أحد الأبناء في علاقات عاطفية مشبوهة مع دخلاء شبكات
المحادثة التي يتم من خلالها الإعلان عن صداقات وهمية مع أشخاص لا يعلنون عن حقيقة
أنفسهم ولا يقدمون بيانات صحيحة ويتسترون وراء ألقاب وصور جميلة من أجل التسلية
وتدمير البيوت السعيدة أو نسج علاقات هزيلة مضطربة غير مشروعة. وتساهم خدمة
«البلوتوث» في زرع الفساد وإدخال الرذيلة إلى البيوت المستورة وجر أذيال الخيبة
والفضيحة مما يحدث من تجاوزات لأبناء وبنات الأسر المحافظة وتتحطم السمعة على صخور
الفضيحة وتتهدم العديد من مشروعات إتمام الزواج بسبب هذا الأمر.

الحكومة الالكترونية .. معضلة السرعة والتمكن

من أهم
علامات الفائدة التي تحققت من وراء تقنية الخدمة الالكترونية هي تنفيذ الحكومة
الالكترونية في مواقع العمل المختلفة كتسهيل للعمل وأسرع في أداء الإنجازات. وأرى
أن بعض المؤسسات والهيئات لا تزال تتعامل من منطلق الازدواجية في أداء الأعمال أي
تجمع بين الاداء الورقي والالكتروني وتفتح لها أنظمة مزدوجة وتمارس عليها أعمالا
مزدوجة وبالتالي ترهق الموظفين في تنفيذ الأعمال الورقية إلى جانب الالكترونية.
لماذا هذه الازدواجية ؟ لماذا لا نرتقي قليلا ونمارس أعمالا الكترونية تضمن لنا
السرعة وتحفظ لنا جودة الأداء وتطور من قدراتنا في الإنجاز؟ فبعض جهات العمل اعتمدت
النظام الالكتروني الشامل في أداء وتقديم خدماتها للمستفيدين ونجحت في تطبيق فكرة
الحكومة الالكترونية بهدف تسهيل المعاملات. ولا يفوتني ان أذكر نجاح تجربة وزارة
الأوقاف في حقيقة الأمر مقابل فشل جهات حيوية عدة في تطبيق المعاملات الالكترونية
كبرنامج تطبيقي معتمد موحد وتضطر إلى اللجوء لأنظمة المعاملات الورقية القديمة
وحدها أو إلى رفع شعار الازدواجية في التعامل بنظام الكتروني ورقي.

أبحاث طلاب الجامعات الالكترونية بين الأمانة والسرقة

في
هذا السياق بما اني فتحت ملف الحياة الالكترونية فإنني أود أن أكتب عن عدم أمانة
بعض طلاب الجامعات في كتابة الأبحاث الجامعية وبالتالي نيل درجات غير مستحقة وخداع
الأساتذة وتوريط سمعة الجامعة في الاعتماد على تقديم ابحاث مسروقة أو شراء أبحاث
جاهزة أو دفع مبالغ خيالية من أجل ضمان عمل المراكز المنتشرة المساعدة للطالب في
كتابة الأبحاث المختلفة.لا أعلم لماذا لا يتعلم طالب الجامعة كتابة البحوث
بالأساليب الصحيحة المتبعة بدلا من أن يلجأ إلى مراكز الأبحاث وخدمات الكمبيوتر
التي تقدم الكثير من السرقات الفكرية البحثية؟. ما هو مصير الطالب الذي يقدم أبحاثا
مشبوهة ؟ وهل يغطي بعض الأساتذة على جريمة تقديم أبحاث مسروقة وتجارية ومدفوعة
الثمن؟ أم بالفعل بتورط الطالب في هذه المسألة ينال جزاءه ويعاقب بعد اكتشاف فعلته
؟ وماذا لو اكتشف الدكتور ان أبحاث التخرج التي تخرج على أثرها الطالب مسروقة
ومشبوهة ولم ينتبه؟ هل يعيد الطالب مشروع تخرجه أم يترك هكذا ويكرر فعلته في سوق
العمل؟.

وماذا عن بقية الطلاب النزيهين الذين يقدمون من عصارة فكرهم وخلاصة
اجتهادهم ويتهمون من قبل بعض الأساتذة بأن الأبحاث التي يقدمونها ليست لهم على
اعتبار رواج فكرة الأبحاث المدفوعة الثمن والمسروقة والجاهزة بسبب عدم ضمان أنها من
كتاباتهم وأعدادهم؟ إذ لا يستطيع بعض الأساتذة التفريق بين بحث يقدمه الطالب من
عصارة جهده وأسلوب تفكيره واجتهاده وبحثه الدائم في جمع البيانات والمعلومات
والتوصل إلى نتائج حول ظاهرة ما أو قضية يتم الاتفاق حولها وبين طالب آخر غير نزيه
يجمع مادة بحثه بطريقة القص واللصق من الانترنت؟.

المنتديات الالكترونية .. ما لها وما عليها

تعددت
المنتديات الالكترونية المحلية واستنسخت في أفكارها ونماذجها وأقسامها إلى الدرجة
التي صرنا لا نجيد اختيار أفضلها وهي فرصة طيبة لإبداء الحوار والنقاش حول قضايا
الساعة.

وقد استطاعت بعض المواقع الالكترونية القطرية أن تحجز لنفسها مكانا
ليس فقط على الشبكة ولكن في قلوب وعقول الأعضاء المسجلين بها أو الزائرين لها
والذين ينبهرون بقوة طرحها وجرأتها وتناولها للعديد من القضايا الساخنة والموضوعات
الجادة الحيوية. ومن أبرز النواحي السلبية لدى بعض المنتديات الالكترونية التي تكون
بمثابة ساحات حوار ونقاش يومي وذات الصلة بالشؤون اليومية والمستجدات المختلفة
الطارئة أذكر منها:

1-حجب النقاش عن
الزائرين من غير المسجلين والذين لا يملكون عضوية الأمر الذي يمنع المشاركة
والتفاعل مع الأعضاء او يؤدي إلى اضطرار الزائر للتسجيل في منتديات عديدة لمجرد
المشاركة مرة ومرتين ثم ينقطع عن المشاركة.

2- طرح عدد من الموضوعات التي
تثير النعرات الطائفية والفتن وتتطرق إلى موضوعات التنازع حول الأصول والأجناس وإلى
أمور محرجة حول الجنس وأمور أخرى متطاولة حول المعتقدات الدينية.

3- تبادل
الاتهامات جزافا والتحول من النقاش النظيف إلى نقاش عقيم وتعقيبات محرجة وكلمات
جارحة وقاذفة للتهم دون تبيين وبدون حقائق مما يؤدي إلى تشويه سمعة شخصيات فاضلة
ويثير غضب الأعضاء مع بعضهم البعض.

4- نشر المفاهيم المغلوطة عن طريق تقديم
حلول خاطئة أو استشارات غير دقيقة وتشجيع بعض الممارسات الخاطئة من واقع تجارب بعض
الأعضاء ويظهر الترويج لها في غير محله.

5-نشر بعض الصور لشخصيات معروفة من
ألبوم ذكريات قديمة دون علم مسبق من صاحب الصورة الأمر الذي يوقع صاحب الصورة في
إحراج كبير.

6-نشر بعض الموضوعات أو الكتابات على أنها من كتابات أعضاء
المنتدى المساهمين في حين تكون هي مقتبسة أو منقولة ولا يتم إظهار الأمانة في ذلك.
وبالتالي تضيع حقوق الكاتب الحقيقي للموضوع المطروح.

7-ضعف اجتهاد أعضاء
المنتديات في كتابة موضوعات جديرة بالطرح من بنات أفكارهم أو كتاباتهم الخاصة من
واقع ما يتعرضون إليه من تجارب ومواقف وتحديات وصعوبات نتلمس من خلالها جوانب مثيرة
تكون مادة تستحق النقاش والتساؤلات والتعقيبات بشأنها.

8- استنساخ المواد
المعروضة في المنتديات وتكرارها وتشابه الردود عليها مما يشعرنا بالملل وعدم
الفائدة من تصفح المنتديات.

9- إطلاق ألقاب ومسميات على الأعضاء المشاركين
في اختيار ونقل وكتابة الموضوعات المختارة للنقاش بما لا يتناسب لا مع حجم الجهد
المبذول ولا مع رقي المادة المقدمة وأصبحت بعض المفردات تفقد هيبتها من تكرارها
وإطلاقها مثل : أنت مبدع أو متميز أو أنت شاعر أو موهوب أو مثقف
ونحوها.

10-إدراج وتضمين بعض المنتديات خانات خاصة لبث لقطات سيئة أو مواد
الإعلانات المشوهة والإباحية.