لا تكاد تصدق ماذا تفعل بنا التكنولوجيا ، حين تستمع لقصص دامية ومشكلات بلا حدود ،
خاصة في بعض إسكانات الطالبات ، والتجمعات النسائية الخاصة ، قصص يشيب لها الولدان:
بنات يصورن زميلاتهن في غفلة منهن ، وبأوضاع غير مناسبة ، ويبدأن بالتهديد بنشر
وتوزيع الأفلام على العامة ، أو إدفعي أو إفعلي أو لا تفعلي،.
ومن يجتهد في
البحث عن فضائح البلوتوث ، والكاميرات الخفية التي تختبىء في هواتفنا ، يرى العجب ،
حيث تمتلىء شبكة الإنترنت بمثل هذه الأفلام ، التي تهتك الستر ، وتفضح المخفي ،
وتخرب البيوت ، وتشيع الفحش،.
من السهل على المرء أن يسدي النصح وهنا وأن
يتباكى على الأخلاق التي ضيعها البعض ، لكن حل هذه المسألة لا يكون إلا باتباع
الهدي النبوي الكريم ، فنحن ننسى ، في غفلة منا ، أدبيات إنسانية رفيعة ، علمها
إيانا ديننا العظيم منذ مئات السنوات ، كفيلة باتقاء مواقف كهذه ، والمثل الشعبي
السائر يقول: لا تنم بين القبور ولا تحلم أحلاما مزعجة،.
جاء في الأثر ، أن
نساء دخلن على أم سلمة زوج النبي صلَّى الله عليه وسلم ، فسألتهن: من
أنتن؟.
قلن: من أهل حمص.
قالت: من أصحاب الحمامات؟.
قلن: وبها
بأس؟.
قالت: سمعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: (أيما امرأة
نزعت ثيابها في غير بيتها ، خرق الله عنها ستره). وفي رواية: فقد هتكت ستر ما بينها
وبين الله.
يقول مركز الفتوى في بوابة الإسلام ، إن حديث نزع المرأة ثيابها
في غير بيت زوجها حديث صحيح أخرجه غير واحد من أئمة الحديث ، والمراد من هذا الحديث
نهي المرأة عن خلع ملابسها خارج بيتها في أماكن الريبة والفتن ، ومن غير ضرورة ولا
حاجة ، أما خلعها لملابسها حيث دعت لذلك ضرورة أو حاجة فلا بأس به ، مثل قياس
الملابس الجديدة في المحلات التجارية ، وهذا كله بشرط ستر العورة عن أعين الرجال
والنساء ، وأن يكون المكان مأمونا من تصوير المرأة ورؤيتها كما يتفنن شياطين الإنس
اليوم. فإذا وجد في المكان ريية أو خيف وقوعها فلا يجوز للمرأة أن تكشف عن عورتها
حينئذ ، وكذا هو الحال في إسكانات الطالبات ، حيث لا تأمن الطالبة من غدر زميلة
حاقدة ، أو قليلة دين وأدب ، فلتحذر بناتنا وأخواتنا من الوقوع في هذا الفخ ،
وأخيرا..
إذا الإيمان ضاع فلا أمان ، ولا دنيا لمن لم يحي دينا،.